إخوتي وأخواتي أعضاء منتدانا الحبيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا النهاردة في صلاة الجمعة الخطيب كان بيتكلم عن الإسراء و المعراج ... طبعا أنا كنت عارف الحكاية بس اللي سمعته غير اللي اعرفه خالص .. اكتشفت إن اللي اعرفه أقل من 1% من الحادثة
ف دورة عليها في النت و جبت شوية من هنا على شوية من هناك لحد ما لمت الموضوع ده
هو طويل شوية بس القصة ممتعة حتخلي القارئ يكمل للاخر
سوف أتناول هذا الموضوع بإستفاضه وهو رحله رسول الله ورسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلي السماء
(( الإسراء والمعراج ))
وذلك حتي يعلمها الجميع بالتفصيل
وهي علي مراحل متسلسله بإذن الله
والله المستعان
وبسم الله نبدأ
الإسراء
وصف النار
وصف الجنة
في السما ءالسابعة
بقية السماوات
أهل النار
في المعراج إلى السماوات السبع
في المسجد الأقصى
أحوال الناس في البرزخ
يقول الله سبحانه وتعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
(( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقصى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) ( سورة الإسراء :1)
من كتاب الأنوار البهية في إسراء ومعراج خير البرية / للسيد محمد علوي مالكي رحمه الله ..
أول الإسراء
بينما النبي صلى الله عليه وسلم في الحجر عند البيت مضطجعاً بين رجلين إذ أتاه جبريل وميكائيل ومعهما ملك آخر فاحملوه حتى جاءوا به زمزم فاستلقوه على ظهره فتولاه منهما جبريل .
وفي رواية : فرج سقف بيتي فنزل جبريل فشق من ثغرة نحره إلى أسفل بطنه ، ثم قال جبريل لميكائيل : ائتني بطست من ماء زمزم كيما أطهر قلبه وأشرح صدره ، فاستخرج قلبه فغسله ثلاث مرات ، ونزع ما كان به من أذى ، واختلف إليه ميكائيل بثلاث طسات من ماء زمزم ، ثم أتي بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً فأفرغه في صدره ، وملأه حلماً وعلماً ويقيناً وإسلاماً ، ثم أطبقه ، ثم ختم بين كتفيه بخاتم النبوة .
ثم أتي بالبراق مسرجاً ملجماً ، وهو دابة بيضاء طويلة فوق الحمار ودون البغل ، يضع حافره عند منتهى طرفه مضطرب الأذنين ، إذا أتى على جبل ارتفعت يداه ، له جناحان في فخذيه يحفز بهما رجليه فاستصعب عليه ، فوضع جبريل يده على معرفته ثم قال : ألا تستحي يا براق ! فوالله ما ركبك خلق أكرم على الله منه ، فاستحيا حتى ارفض عرقاً وقر حتى ركبها ، وكانت الأنبياء تركبها قبله .
قال سعيد بن المسيب رضي الله عنه وغيره : وهي دابة إبراهيم التي كان يركب عليها للبيت الحرام ، فانطلق به جبريل وهو عن يمينه وميكائيل عن يساره .
وعند ابن سعد : وكان الآخذ بركابه جبريل ، وبزمام البراق ميكائيل ، فساروا حتى بلغوا أرضاً ذات نخل فقال له جبريل : انزل فصل ههنا ، ففعل ثم ركب ، فقال له جبريل : أتدري أين صليت ؟ فقال : لا ، قال : صليت بطيبة وإليها المهاجرة .
فانطلق البراق يهوي به يضع حافره حيث أدرك طرفه ، فقال له جبريل : انزل فصل ههنا ، ففعل ثم ركب ، فقال له جبريل : أتدري أين صليت ؟ قال لا ، قال : صليت بمدين عند شجرة موسى .
فانطلق البراق يهوي به ، ثم قال له جبريل : انزل فصل ، ففعل ثم ركب ، فقال له : أتدري أين صليت ؟ قال : لا ، قال : صليت بطور سيناء حيث كلم الله موسى .
ثم بلغ أرضا فبدت له قصور الشام ، فقال له جبريل : انزل فصل ، ففعل ، ثم ركب ، فانطلق البراق يهوي به فقال : أتدري أين صليت ؟ قال : لا ، قال : صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى ابن مريم
وصـــــف النـــــار
ثم عرضت عليه النار فإذا فيها غضب الله وزجره ونقمته ، لو طرح فيها قوم يأكلون الجيف ، فقال : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء يأكلون لحوم الناس ، ورأى مالكاً خازن النار ، فإذا هو رجل عابس يعرف الغضب في وجهه ، فبدأه النبي صلى الله عليه وسلم بالسلام ، ثم أغلقت النار دونه ..
ثم رفع إلى سدرة المنتهى ، فغشيته سحابة فيها من كل لون فتأخر جبريل عليه السلام ، ثم عرج به صلى الله عليه وسلم لمستوى سمع فيه صريف الأقلام ، ورأى رجلاً مغيباً في نور العرش .
فقال : من هذا ، أملك ؟
قيل : لا ، قال : أنبي ؟ قيل : لا ، قال من هو ؟ قيل : هذا رجل كان في الدنيا لسانه رطب بذكر الله تعالى ، وقلبه معلق بالمساجد ، ولم يستسب لوالديه قط .
فرأى ربه سبحانه وتعالى ، فخر النبي صلى الله عليه وسلم ساجداً وكلمه ربه عند ذلك ، فقال له : يا محمد ! قال : لبيك يا رب ، قال : سل ! .
فقال : إنك اتخذت إبراهيم خليلاً ، و أعطيته ملكاً عظيماً ، وكلمت موسى تكليماً ، و أعطيت داود ملكاً عظيماً ، و ألنت له الحديد ، ***رت له الجبال و أعطيت سليمان ملكاً عظيماً ، ***رت له الجن والإنس والشياطين ، ***رت له الرياح ، وأعطيته ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده ، وعلمت عيسى التوراة والإنجيل وجعلته يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذنك ، وأعذته وأمه من الشيطان الرجيم ، فلم يكن للشيطان عليهما سبيل .
فقال الله سبحانه وتعالى : قد اتخذتك حبيباً .
قال الراوي : وهو مكتوب في التوراة حبيب الله ، وأرسلتك للناس كافة بشيراً ونذيراً ، وشرحت لك صدرك ووضعت عنك وزرك ، ورفعت لك ذكرك ،لا أذكر إلا ذكرت معي ، وجعلت أمتك خير أمة أخرجت للناس ، وجعلت أمتك أمة وسطاً ، وجعلت أمتك هم الأولون وهم الآخرون ، وجعلت أمتك لاتجوز لهم خطبة حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي ، وجعلت من أمتك أقواماً قلوبهم أناجيلهم ، وجعلتك أول النبيين خلقاً وأخرهم بعثاً ، وأولهم يقضى له ، وأعطيتك سبعاً من المثاني لم أعطها نبيا قبلك ، وأعطيتك خواتم سورة البقرة من كنز العرش ، لم أعطها نبياً قبلك ، وأعطيتك الكوثر وأعطيتك ثمانية أسهم :الإسلام ، والهجرة ، والجهاد ، والصدقة ، وصوم رمضان ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر . وإني يوم خلقت السماوات والأرض ، فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة ، فقم بها أنت و أمتك ..
قال أبو هريرة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فضلني ربي ، أرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيراً ونذيراً ، و ألقى في قلب عدوي الرعب من مسيرة شهر ، و أحل لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، و أعطيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه ،وعرضت علي أمتي فلم يخف علي التابع والمتبوع ، ورأيتهم أتوا على قوم ينتعلون بالشعر، ورأيتهم أتوا على قوم عراض الوجوه صغار الأعين كأنما خرمت أعينهم بالمخيط فلم يخف علي ما هم لاقون من بعدي و أمرت بخمسين صلاة ..
وفي رواية : وأعطي ثلاثا : أنه سيد المرسلين ، و إمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين .
وفي رواية : أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس ، وخواتيم سورة البقرة ، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات ..
وصــــف الجنــــــة
ثم رفع إلى سدرة المنتهى وإليها ينتهي ما يعرج من الأرض فيقبض منها ، وإليها ينتهي ما يهبط من فوق فيقبض منها ، وإذا شجرة يخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى ، يسير الراكب في ظلها سبعين عاماً لا يقطعاً ، وإذا نبقها مثل قلال هجر ، وإذا ورقها كآذان الفيلة تكاد الورقة تغطي هذه الأمة .
وفي رواية : الورقة منها تظل الخلائق على كل ورقة فيها ملك ، فغشيها ألوان لا يدرى ما هي ، فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت ..
وفي رواية : تحولت ياقوتاً وزبرجداً ، فما يستطيع أحد أن ينعتها من حسنها ، فيها فراش من ذهب ، وإذا في أصلها أربعة أنهار ، نهران باطنان و نهران ظاهران ، فقال : ما هذه الأنهار يا جبريل ؟ ،قال : أما الباطنان ، فنهران في الجنة و أما الظاهران ، فالنيل والفرات.
وفي رواية : وإذا في أصلها عين تجري يقال لها : السلسبيل . ينشق منه نهران أحدهما الكوثر ، رأيته يطرد عجاجاً مثل السهم عليه خيام اللؤلؤ والياقوت والزبرجد ، وعليه طيور خضر أنعم طير أنت راء، فيه آنية الذهب والفضة، يجري على رضراض من الياقوت والزمرد ، وماؤه أشد بياضاً من اللبن ، فأخذ من آنيته فاغترف من ذلك الماء فشرب ، فإذا هو أحلى من العسل ، وأشد ريحاً من المسك .
فقال له جبريل : هذا هو النهر الذي حباك به ربك ، والنهر الآخر نهر الرحمة فاغتسل فيه ، فغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
وفي رواية : أنه رأى جبريل عند السدرة وله ستمائة جناح ، كل جناح منها قد سد الأفق يتناثر من أجنحته التهاويل الدر والياقوت مما لا يعلمه إلا الله تعالى .
ثم أخذ على الكوثر حتى دخل الجنة ، فإذا فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، فرأى على بابها مكتوباً : الصدقة بعشر أمثالها ، والقرض بثمانية عشر ، فقال : يا جبريل ! ما بال القرض أفضل من الصدقة ؟ ، قال : لأن السائل يسأل وعنده شيء ، و المستقرض لا يستقرض إلا من حاجة ، فسار فإذا هو بأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى ، وإذا فيها جنابذ اللؤلؤ ، وإذا رمانها كالدلاء .
وفي رواية : فإذا فيها رمان كأنه جلود الإبل المقتبة وإذا بطيرها كالبخاتي .
فقال أبو بكر : يا رسول الله ، إنها لناعمة ، قال : أكلتها أنعم منها ، وإني لأرجو أن تأكل منها ، ورأى نهر الكوثر على حافتيه قباب الدر المجوف ، وإذا طينه مسك أذفر .
وفي السماء السابعة :
ثم صعدا إلى السماء السابعة ، فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به وأهلاً ، حيّاه الله من أخٍ ومن خليفةٍ ، فنعم الأخُ ونعم الخليفةُ ، ونعم المجئ جاء ، ففُتح لهما .
فلما خلصا فإذا النبي صلى الله عليه وسلم بإبراهيم الخليل عليه السلام جالس عند باب الجنة على كرسي من ذهب ، مسند ظهره إلى البيت المعمور معه نفر من قوم ، فسلم عليه النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام وقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم دعا له بخير ، ثم قال : مر أمتك فلتكثر من غراس الجنة ، فإن تربتها طيبة و أرضها واسعة.
فقال : وما غراس الجنة ؟ قال : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وفي رواية : أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر .
وعنده قوم جلوس بيض الوجوه أمثال القراطيس ، وقوم في ألوانهم شيء فدخلوا نهراً فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء ، ثم دخلوا نهراً فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء ، ثم دخلوا نهراً ثالثاً فاغتسلوا فيه وقد خلصت ألوانهم ، فصارت مثل ألوان أصحابهم ، فجاءوا فجلسوا إلى أصحابهم ، فقال : يا جبريل من هؤلاء البيض الوجوه ، ومن هؤلاء الذين في ألوانهم شيء ، وما هذه الأنهار التي دخلوها فاغتسلوا فيها ؟
فقال : أما هؤلاء البيض الوجوه ، فقوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم ، و أما هؤلاء الذين في ألوانهم شيء ، فقوم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً فتابوا فتاب الله عليهم ..
وأما هذه الأنهار : فأولها رحمة الله ، والثاني نعمة الله ، والثالث وسقاهم ربهم شراباً طهوراً . وقيل : هذا مكانك ومكان أمتك ، وإذا هو بأمته شطرين ، شطرعليهم ثياب كأنها القراطيس وشطر عليهم ثياب رمد، فدخل البيت المعمور ودخل معه الذين عليهم الثياب البيض ، وحجب الآخرون الذين عليهم الثياب الرمد ، وهم على خير فصلى ومن معه من المؤمنين في البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة ، وأنه بحذاء الكعبة ، لو خر منه حجر، لخر عليها آخر ما عليهم .
وفي رواية : أنه عرضت عليه الآنية الثلاثة المتقدمة ، فأخذ اللبن فصوب جبريل فعله كما تقدم .
وقال كما في رواية : هذه الفطرة التي أنت عليها وأمتك ، وفي حديث عن الطبراني بسند صحيح : مررت ليلة أسري بي على الملأ الأعلى ، فإذا جبريل كالحلس البالي من خشية الله ..
بقية السماوات
وفي السماء الثانية :
ثم صعدا إلى السماء الثانية ، فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال محمد ، قيل : أوقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به وأهلاً ، حيّاه الله من أخ ومن خليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ، ونعم المجئ جاء ، ففُتح لهما .
فلما خلصا ؛ إذا هو بابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى زكريا ، شبيه أحدهما بصاحبه بثيابهما وشعرهما ، ومعهما نفر من قومهما ، وإذا عيسى عليه الصلاة والسلام جعدٌ ( المقصود جعد البدن ، أي ليس بالطويل بل المتوسط ) مربوع يميل إلى الحمرة والبياض ، سبط الرأس كأنما خرج من ديماس ، أي : حمَّام ، شبَّهه بعروة بن مسعود الثقفي .
فسلّم عليهما النبي صلى الله عليه وسلم ، فردَّا عليه السلام ، ثم قالا : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ودعوا به بخير .
وفي السماء الثالثة :
ثم صعدا إلى السماء الثالثة ، فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به وأهلاً ، حيّاه الله من أخ ومن خليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ، ونعم المجئ جاء ، ففُتح لهما .
فلما خلصا ؛ إذا هو بيوسف عليه السلام ومعه نفر من قومه ، فسلم عليه فرد عليه السلام ، ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ودعا له بخير ، وإذا هذ قد أُعطي شطر الحُسن .
وفي رواية : أحسن ما خلق الله ، قد فضل الناس بالحسن كالقمر ليلة البدرعلى سائر الكواكب ، قال : من هذا يا جبريل ؟ ، قال : أخوك يوسف .
وفي السماء الرابعة :
ثم صعدا إلى السماء الرابعة ، فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به وأهلاً ، حيّاه الله من أخ ومن خليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ، ونعم المجئ جاء ، ففُتح لهما .
فلما خلصا ؛ إذا هو بإدريس عليه الصلاة والسلام قد رفعه الله مكاناً عليًّا ، فسلّم عليه فرد عليه السلام ، ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم دعا له بخير .
وفي السماء الخامسة :
ثم صعدا إلى السماء الخامسة ، فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به وأهلاً ، حيّاه الله من أخٍ ومن خليفةٍ ، فنعم الأخُ ونعم الخليفةُ ، ونعم المجئ جاء ، ففُتح لهما .
فلما خلصا ؛ فإذا هو بهارون عليه السلام ، ونصف لحيته بيضاء ونصفها سوداء ، تكاد تضربه إلى سُرَّته من طولها ، وحوله قوم من بني إسرائيل وهو يقُصُّ عليهم ، فسلم عليه فرد عليه السلام ، ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم دعا له بخير .
فقال : من هذا ياجبريل ؟ قال : هذا الرّجل المحبب في قومه ؛ هارون بن عمران عليه السلام .
وفي السماء السادسة :
ثم صعدا إلى السماء السادسة ، فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا به وأهلاً ، حيّاه الله من أخٍ ومن خليفةٍ ، فنعم الأخُ ونعم الخليفةُ ، ونعم المجئ جاء ، ففُتح لهما .
فجعل يمر بالنبي والنبيين معهم الرهط ، والنبي والنبيين معهم القوم ، والنبي والنبيين ليس معهم أحد . ثم مر بسواد عظيم سد الأفُق ، فقال : من هذا الجمع ؟ قيل : موسى وقومه ، ولكن ارفع رأسك ، فإذا هو بسواد عظيم قد سد الأفق من ذا الجانب ومن ذا الجانب ، فقيل له : هؤلاء أمتك ، وسوى هؤلاء سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب .
فلما خلصا ؛ فإذا هو بموسى بن عمران عليه السلام ، رجل آدم طُوال ( أي بياضه يميل إلى الحمرة ) ، كأنه من رجال شنوءة ( قبيلة من اليمن شأنهم الطول والأدمة ) ، كثيرالشعر لو كان عليه قميصان لنفذ شعرهُ دونهما ، فسلم عليه النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام .
ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم دعا له بخير ، وقال : يزعُمُ الناس أني أكرم بني آدم على الله من هذا ، بل هو أكرم على الله مني .
فلمًّا جاوزه النبي صلى الله عليه وسلم بكى ، فقيل له : ما يبكيك ؟ قال : أبكي لأن غلاماً بُعث من بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخل الجنة من أمتي ، يزعم بني إسرائيل أني أكرم بني آدم على الله ، وهذا رجل من بني آدم خلفني في دُنيا وأنا في أُخرى ، فلو أنه في نفسه لم أُبال ، ولكن معه أمته.
ورأى أهل النار بأشكالهم وهم يعذبون ومنهم :
الزناة وهم يعذبون :
مضى صلى الله عليه وسلم هنيهة فإذا هو بأخونة عليها لحم مشرح ليس يقربه أحد ، وإذا بأخونة عليها لحم قد أروح وأنتن ، عنده ناس يأكلون منها .
فقال : يا جبريل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء من أمتك يتركون الحلال ويأتون الحرام .
وفي لفظ : فإذا أقوام على مائدة عليها لحم مشوي كأحسن ما رؤي من اللحم ، وإذا حوله جيف ، فجعلوا يقبلون على الجيف يأكلون منها ويدعون اللحم .
فقال : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال :هؤلاء الزناة ، يحلون ما حرم الله عليهم ويتركون ما أحل الله له.
ثم رأى آكلوا الربا وهم يعذبون :
ثم مضى هنيهة ؛ فإذا هو بأقوام بطونهم أمثال البيوت ، فيها الحيات ترى من خارج بطونهم ، كلما نهض أحدهم خر يقول : اللهم لاتقم الساعة ، وهم على سابلة آل فرعون ، فتجيء السابلة فتطؤهم ، فسمعتهم يضجون إلى الله تعالى .
فقال : ياجبريل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء من أمتك الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس .
ثم رأى آكلوا أموال اليتامى وهم يعذبون :
ثم مضى هنيهة ؛ فإذا هو بأقوام مشافرهم كمشافرالإبل ، فتفتح أفواههم ويلقمون حجراً .
وفي رواية : يجعل في أفواههم صخر من جهنم ، ثم يخرج من أسافلهم ، فسمعتهم يضجون إلى الله تعالى .
فقال : يا جبريل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما ، إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا .
ثم رأى الزانيات وهم يعذبون :
ثم مضى هنيهة ؛ فإذا هو بنساء معلقات بثديهن ونساء منكسات بأرجلهن ، فسمعتهن يضججن إلى الله تعالى .
فقال : من هؤلاء ياجبريل ؟ قال : هؤلاء اللاتي يزنين ويقتلن أولادهن .
ثم رأى الهمّازون اللمّازون وهم يعذبون :
ثم مضى هنيهة ؛ فإذا هو بأقوام يُقطع من جنوبهم اللحم فيلقمون ، فيقال لأحدهم : كُل كمَا كنت تأكل لحم أخيك .
فقال : ياجبريل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الهمّازَون من أمتك اللمًّازون
وفي المعراج
ثم أُتى بالمعراج الذي تعرج عليه أرواح بني آدم ، فلم تر الخلائق أحسن منه ، له مرقاة من فضة ، ومرقاة من ذهب ، وهو من جنة الفردوس مُنضّد باللؤلؤ ، عن يمينه ملائكة ، وعن يساره ملائكة ، فصعد هو وجبريل حتى انتهيا إلى باب من أبواب السماء الدنيا يقال له : باب الحفظة ، وعليه ملك يقال له إسماعيل ، وهو صاحب سماء الدنيا يسكن الهواء لم يصعد إلى السماء قط ، ولم يهبط إلى الأرض قط إلا يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم، وبين يديه سبعون ألف ملك ، مع كل ملك جُندٌ من الملائكة سبعون ألف ملك ..
السماء الدنيا ( باب الحفظة )
فاستفتح جبريل باب السماء ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد أُرسل إليه ؟ وفي رواية : بُعث إليه ؟
قال : نعم ، قيل: مرحبا به وأهلاً ، حيَّاه الله من أخ ومن خليفةٍ ، فنعم الأخ ، ونعم الخليفةُ ، ونعم المجئُ جاء ، ففتح لهما.
فلما خلصا ؛ فإذا فيها آدم عليه السلام وهو أبو البشر كهيئته يوم خلقه الله تعالى على صورته ، تُعرض عليه أرواح الأنبياء وذريته المؤمنين فيقول : روح طيبة ونفس طيبة ، اجعلوها في عليين ، ثم تُعرض عليه أرواح ذريته الكفار : فيقول : روح خبيثة ونفس خبيثة ، اجعلوها في سجين .
ورأى عن يمينه أسودةً وباباً يخرجُ منه ريحٌ طيبة ، وعن شماله أسودةً وباباً يخرج منه خبيثة منتنة ، فإذا نظر قبل يمينه ضحك واستبشر ، وإذا نظر قبل شماله حزن وبكى ، فسلم عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، فرد عليه الصلاة والسلام ، ثم قال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من هذا يا جبريل ؟
قال : هذا أبوك آدم ، وهذه الأسودة نسم بنيه ، فأهل اليمين منهم أهل الجنة ، وأهل الشمال منهم أهل النار، فإذا نظر قبل يمينه ضحك واستبشر ، وإذا نظر قبل شماله بكى وحزن ، فسلم عليه النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام ، ثم قال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ..
وهذا الباب الذي عن يمينه باب الجنة ، إذا نظر من يدخله من ذريته ضحك واستبشر، والباب الذي عن شماله باب جهنم ، إذا نظر من يدخله من ذريته بكى وحزن ..
في المسجد الأقصى
وسار حتى أتى مدينة بيت المقدس ودخلها من بابها اليماني ، ثم نزل عن البُراق ورَبَطَه بباب المسجد بالحلقة التي كانت تربُطُه بها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
وفي رواية : أن جبريل أتى الصخرة فوضع أُصبعه فيها فخرقها وشد بها البراق ودخل المسجد من باب تميل فيه الشمس والقمر ، ثم صلى هو وجبريل ، كل واحد ركعتين ، فلم يلبث إلا يسيراً حتى اجتمع ناس كثير ، فعرف النبي النبيين من بين قائم وراكع وساجد .
ثم أذن مؤذن وأقيمت الصلاة ، فقاموا صفوفاً ينتظرون من يؤمهم ، فأخذ جبريل بيده صلى الله عليه وسلم فقدمه ، فصلى بهم ركعتين ..
وعن كعب رضي الله عنه : فأذن جبريل ونزلت الملائكة من السماء ، وحشر الله جميع المرسلين والأنبياء ، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالملائكة والمرسلين ، فلما انصرف قال جبريل : يا محمد ، أتدري من صلى خلفك ؟ قال : لا ، قال : كل نبي بعثه الله تعالى .
( زاد الشامي ) : وفي حديث أبي هريرة عند الحاكم وصححه والبيهقي : فلقي أرواح الأنبياء عليهم السلام فأثنوا على ربهم .
فقال إبراهيم عليه السلام : الحمد لله الذي اتخذني خليلاً وأعطاني مُلكاً عظيماً ، وجعلني أمًّةً قانتاً يؤتم بي ، وأنقذني من النار وجعلها عليَّ برداً وسلاماً .
ثم إن موسى عليه الصلاة والسلام أثنى على ربه تبارك وتعالى فقال : الحمد لله الذي كلمني تكليماً ، وجعل هلاك فرعون ونجاة بني إسرائيل على يديَّ ، وجعل من أمتي قوماً يهدون بالحق وبه يعدلون .
ثم إن داود عليه الصلاة والسلام أثنى على ربه فقال : الحمد لله الذي جعل لي ملكاً عظيماً وألان لي الحديد ، ***َّر لي الجبال يُسبحن والطير ، وأعطاني الحكمة وفصل الخطاب .
ثم إن سليمان عليه الصلاة والسلام أثنى على ربه فقال : الحمد لله الذي سخر لي الرياح ، ***ر لي الشياطين يعملون لي ما شئتُ من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات ، علمني منطق الطير ، وآتاني من كل شئ فضلاً ، ***ر لي جنود الشياطين والطير ، وفضلني على كثير من عباده المؤمنين ، وآتاني ملكاً عظيماً لا ينبغي لأحد من بعدي ، وجعل ملكي طيباً ليس فيه حساب ولا عقاب .
ثم إن عيسى ابن مريم عليه السلام أثنى على ربه تبارك وتعالى فقال : الحمد لله الذي جعلني كلمته وجعل مثلي مثل آدم خلقه من تراب ، ثم قال له كن فيكون ، وعلمني الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ، وجعلني أُبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله ، ورفعني وطهرني وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم ، فلم يكن للشيطان علينا سبيل .
ثم أثنى كل نبي من الأنبياء عليهم السلام على ربه بثناء جميل ..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : كلكم أثنى على ربه وأنا مُثنٍ علي ربي ، ثم شرع يقول : الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين وكافةً للناس بشيراً ونذيراً ، وأنزل عليَّ القرآن فيه تبيانٌ لكل شئ ، وجعل أمتي خير أمةٍ أُخرجت للناس ، وجعل أمتي وسطاً وجعل أمتي هم الأولون والآخرون ، وشرح لي صدري ، ووضع عني وزري ، ورفع لي ذكري ، وجعلني فاتحاً خاتماً .
فقال إبراهيم عليه السلام : بهذا فضلكم محمد ، ( زاد الشامي ) : ثم تذاكروا أمر الساعة ..
فردوا أمرهم إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، فقال: لا علم لي بها ..
فردوا أمرهم إلى موسى عليه السلام ، فقال : لا علم لي بها ..
فردوا أمرهم إلى عيسى عليه السلام فقال : أمَّا وجبتها ( وقوعها ) فلا يعلمها إلا الله ، وفيما عَهِد لي أنَّ الدّجّال خارج ومعي قضيبان فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص ، فيهلكُهُ الله تعالى إذا رآني ، حتى أنَّ الحجر ليقول : يا مسلم ، إنَّ تحتي كافراً فتعال فاقتله ، فيهلكهم الله تعالى ، ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم ، فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدبٍ ينسلون فيطأون بلادهم لا يأتون على شئ إلا أهلكوه ، ولا يمرون على ماء إلا شربوه ، حتى يرجع الناس يشكونهم إليّ فأدعو الله تعالى عليهم فيهلكهم ويميتهم حتى تجوى الأرض من ريحهم ، فينزل الله المطر فيجرف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر ، ففيما عهد إليَّ ربي أنَّ ذلك إذا كان كذلك أن الساعة كالحامل المُتم لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولادتها ليلاً أو نهاراً ..
وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم من العطش أشد ما أخذه ، فجاءه جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاختار اللبن ، فقال له جبريل : اخترت الفطرة ، ولو شربت الخمر لغوت أمتك ولم يتبعك منهم إلا القليل ..
وفي رواية : أن الآنية كانت ثلاثة والثالث في ماء ، وأن جبريل عليه السلام قال له : لو شربت الماء لغرقت أمتك ..
وفي رواية : أن أحد الآنية الثلاثة التي عُرضت عليه كان فيها عسل بدل الماء ، وأنه رأى عن يسار الصخرة الحور العين . فسلم عليهن فرددن عليه السلام ، وسألهن فأجبنه بما تقر به العين ..
في الطريق إلى المسجد الأقصى ..
الحادثة الأولى ( عفريت الجن ) :
وبينما هو يسير على البراق ، إذ رأى عفريتاً من الجن يطلبه بشعلة من نار كلما التفت رآه . فقال له جبريل : ألا أعلمك كلمات تقولهن إذا قلتهن طفئت شعلته وخر لفيه ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بلى ، فقال جبريل : قل : أعوذ بوجه الله الكريم ، وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ، ومن فتن الليل والنهار ، ومن طوارق الليل والنهار ، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن ، فانكب لفيه وطفئت شعلته .
الحادثة الثانية ( المجاهدون ) :
فساروا حتى أتوا على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم ، كلما حصدوا عاد كما كان ، فقال : يا جبريل ، ماهذا ؟ فقال : هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تعالى ، تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف ، وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه ..
الحادثة الثالثة ( ماشطة فرعون ):
ووجد ريحاً طيبة فقال : يا جبريل ، ما هذه الرائحة ؟ قال : هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها .
بينما هي تمشط بنت فرعون إذ سقط المشط فقال : بسم الله تعس فرعون ، فقالت ابنة فرعون : أولك رب غير أبي ؟ فقالت : نعم ، قالت : أفأخبر بذلك أبي ؟ قالت : نعم ، فأخبرته فدعاها فقال : أولك رب غيري ؟ قالت : نعم ربي وربك الله .
وكان للمرأة ابنان وزوج ، فأرسل إليهم فراود المرأة وزوجها أن يرجعا عن دينهما فأبيا ، فقال : إني قاتلكما ، قالت : إحساناً منك إلينا عن قتلتنا أن تجعلنا في بيت واحد فتدفننا في جميعاً ، قال ذاك لك بما لك علينا من الحق ..
فأمر ببقرة من نحاس فأُحميت ثم أمر بها لتُلقي فيها هي وأولادها ، فالقوا واحداً حتى بلغوا أصغر رضيع فيهم ، فقال : يا أماه ، قعي ولا تتقاعسي فإنك على الحق ، فألقيت هي وأولادها ، قلت : وتكلم في المهد أربعة وهم صغار : هذا وشاهد يوسف ، وصاحب جريج ، وعيسى ابن مريم ..
الحادثة الرابعة ( تارك الصلاة ) :
ثم أتى على قوم تُرضخُ رُؤُوسُهُم كلما رُضِخَت عادت كما كانت ولا يفترعنهم من ذلك شئ ، فقال : ياجبريل ، من هؤلاء ؟ قال : الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة ..
الحادثة الخامسة ( مانعي الزكاة ) :
ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الإبل والغنم ويأكلون الضريع والزقوم ورضف جهنم وحجارتها فقال : من هؤلاء ياجبريل ؟ قال : هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله شيئاً .
الحادثة السادسة ( الزناة ) :
ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم نضيج في قدور ، ولحم آخر نئ خبيث ، فجعلوا يأكلون من النئ الخبيث ويدعون النضيج الطيب ، فقال : ماهذا ياجبريل ؟ قال : هذا الرجل من أمتك تكون عنده المرأة الحلال الطيبة فيأتي امرأة خبيثة فيبيت عندها حتى يصبح ، والمرأة تقوم من عند زوجها حلالاً طيباً فتأتي رجلاً خبيثاً فتبيت معه حتى تصبح ..
الحادثة السابعة ( قاطع الطريق ) :
ثم أتى على خشبة على الطريق لا يمر بها ثوب ولا شئ إلا خرقته ، فقال : ماهذا يا جبريل ؟ قال : هذا مثل أقوام من أمتك يقعدون على الطريق فيقطعونه ، وتلا (( وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ))(الأعراف: من الآية86) ..
الحادثة الثامنة ( آكل الربا ) :
ورأى رجلاً يسبح في نهر من دم يُلقم الحجارة ، فقال : ماهذا ياجبريل ؟ قال هذا مثل آكل الربا .
الحادثة التاسعة ( خائني الأمانات ) :
ثم أتى على رجل قد جمع حزمة حطب لا يستطيع حملها وهو يزيد عليها ، فقال : ماهذا ياجبريل ؟ قال : هذا الرجل من أمتك تكون عنده أمانات الناس لا يقدر على أدائها ، ويريد أن يتحمل عليها.
الحادثة العاشرة ( خطباء الفتنة ) :
وأتى على قوم تُقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد ، كلما قرضت عادت كما كانت لا يفتر عنهم ، فقال : من هؤلاء ياجبريل ؟ قال : هؤلاء خطباء الفتنة خطباء أمتك يقولون ما لا يفعلون.
الحادثة الحادية عشر ( الغيبة ) :
ومر بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فقال : من هؤلاء ياجبريل ؟ ، قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم .
الحادثة الثانية عشر ( شر الكلام ) :
وأتى على حجر صغير يخرج منه ثور عظيم ، فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث خرج فلا يستطيع ، فقال : ماهذا يا جبريل ؟ قال : هذا الرجل من أمتك يتكلم بالكلمة العظيمة ثم يندم عليها فلا يستطيع أن يردها ..
الحادثة الثالثة عشر ( الجنة ) :
( زاد الشامي ) : وأتى إلى واد فوجد ريحاً طيبة باردة وريح المسك وسمع صوتاً فقال : يا جبريل ماهذا ؟ قال : هذا صوت الجنة تقول : يا رب آتني ما وعدتني فقد كثرت غرفي واستبرقي وحريري وسندسي ، وعبقريي ولؤلؤي ، ومرجاني ، وفضتي ، وذهبي ، وأكوابي وصحافي ، وأباريقي ومراكيبي وعسلي ومائي ، ولبني وخمري ..
قال : لكِ كُل مُسلم ومسلمة ، ومؤمن ومؤمنة ، ومن آمن بي وبرسلي وعمل صالحاً ولم يشرك بي ، ولم يتخذ من دوني أنداداً ، ومن خشيني فهو آمن ، ومن سألني أعطيته ، ومن أقرضني جزيته ، ومن توكل عليَّ كفيته ، إني أنا الله لا إله إلا أنا لا أخلف الميعاد ، وقد أفلح المؤمنون فتبارك الله أحسن الخالقين ، قالت : قد رضيت ..
الحادثة الرابعة عشر ( جهنم ) :
وأتى إلى واد فسمع صوتاً منكراً ووجد ريحاً منتنه فقال : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا صوت جهنم تقول: يا رب آتني ما وعدتني فقد كثرت سلاسلي وأغلالي ، وسعيري وحميمي ، وضريعي وغساقي وعذابي ، وقد بعد قعري واشتد حري ، فآتني ماوعدتني ، فقال : لك كل مشترك ومشركة ، وكافر وكافرة ، وخبيث وخبيثة ، وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب .
الحادثة الخامسة عشر ( الدجال ) :
ورأى الدجال في صورته رؤيا عين لا رؤيا منام ، فقيل : يا رسول الله كيف صورته ؟ قال : فيلمانياً ( الفيلم العظيم الجثة ) ، وهو أقمر هجان ( شديد البياض ) إحدى عينيه قائمة كأنها كوكب دري ، كأن شعره أغصان شجرة ، شبَّهه بعبد العزى بن قطن .
الحادثة السادسة عشر ( داعي اليهود ):
ورأى عمودًا أبيض كأنه لؤلؤ تحمله الملائكة ، فقال : ما تحملون ؟ قالوا : عمود الإسلام ، أُمرنا أن نضعه بالشام ، وبينما هو يسير إذ دعاه داع عن يمينه ، يا محمد ! انظرني أسألك ، فلم يجبه ، فقال : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا داعي اليهود ، أما إنك لو أجبته لتهودت أمتك .
الحادثة السابعة عشر ( داعي النصارى) :
فبينما هو يسير إذ دعاه داع عن شماله ، يا محمد ! انظرني أسألك ، فلم يجبه ، فقال : ماهذا يا جبريل ؟ قال : هذا داعي النصارى ، أما إنك لو أجبته لتنصرت أمتك .
الحادثة الثامنة عشر ( ذم الدنيا ) :
وبينما هو يسير إذ هو بإمرأة حاسرة عن ذراعيها وعليها من كل زينة خلقها الله تعالى ، فقالت : يا محمد ! انظرني أسألك ، فلم يلتفت إليها ، فقال : من هذه يا جبريل ؟ قال : تلك الدنيا ، أما إنك لو أجبتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة .
الحادثة التاسعة عشر ( إبليس الملعون ):
وبينما هو يسير إذ هو بشيخ يدعوه منتحياً عن الطريق ، يقول : هَلُمَّ يا محمد . فقال جبريل : بل سر يا محمد ، فقال : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا عدو الله إبليس ، أراد أن تميل إليه .
الحادثة العشرون ( عُمر الدنيا ):
وسار فإذا هو بعجوز على جانب الطريق فقالت : يا محمد ! انظرني أسألك ، فلم يلتفت إليها ، فقال : من هذه يا جبريل ؟ قال : إنه لم يبق من عمر الدنيا إلا ما بقي من عمر هذه العجوز .
الحادثة الحادية والعشرون (السلام على الأنبياء):
( زاد الشامي ) : وبينما هو يسير إذ لقيه خلقٌ من خلق الله ، فقالوا : السلام عليك يا آخر ، السلام عليك يا حاشر ، فقال له جبريل : اردد السلام ، فردَّ ، ثم لقيهم الثانية فقالوا له مثل ذلك ، ثم لقيهم الثالثة فقالوا مثل ذلك . فقال : من هؤلاء يا جبريل ؟ ، قال : إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ..
الحادثة الثانية والعشرون ( وصية موسى ):
ومر على موسى عليه السلام وهو يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر ، طوال سبط آدم كأنه من رجال شنوءة وهو يقول برفع صوته : أكرمته وفضلته ، فسلم عليه فرد عليه السلام ، وقال : من هذا معك يا جبريل ؟ قال : هذا أحمد .
فقال : مرحبا بالنبي العربي الذي نصح لأمته ، ودعا له بالبركة ، وقال : سل لأمتك اليسر ..
فساروا ، فقال : يا جبريل من هذا ؟ قال : هذا موسى بن عمران ، قال : من يعاتب ؟ قال : يُعاتب ربه ، قال : ويرفع صوته على ربه ؟! قال جبريل : إن الله تعالى قد عرف له حدَّته .
الحادثة الثالثة والعشرون ( وصية إبراهيم ):
ومر على شجرة كأن ثمرها السرح تحتها شيخ وعياله ، فرأى مصابيح وضوءاً ، فقال : من هذا يا جبريل ؟ قال : أبوك إبراهيم ، فسلم عليه ، فرد عليه السلام ، وقال : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا ابنك أحمد . فقال : مرحبا بالنبي العربي الأمي الذي بلَّغ رسالة ربه ، ونصح لأمته . يا بني إنك لاق ربك الليلة ، وإن أمتك آخر الأمم وأضعفها ، فإن استطعت أن تكون حاجتك أو جُلُّها في أمتك فافعل ، ودعا له بالبركة ..
الحادثة الرابعة والعشرون ( النار ):
فسار حتى أتى الوادي الذي بالمدينة – يعني بيت المقدس – فإذا جهنم تنكشف عن مثل الزرابي ( البسط ) ، فقيل له : يا رسول الله ، كيف وجدتها ؟ قال : مثل الحمة – أو الحمم - .
تم بحمد الله